أصحاب القــرية في سورة يس

<blockquote class="postcontent restore">

يقول الله سبحانه وتعالى ]واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون [{يس 12 }أكثر المؤرخين على أن هذه القرية هي قرية إنطاكية في شمال الشام قرب تركيا] إذ أرسلنا إليهم اثنين [{يس 13 }نبيين في نفس الوقت ليدعوا هذه القرية]فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون [{يس 13} ثلاث أنبياء في نفس الوقت ذكر المؤرخون أن أسماء هؤلاء الأنبياء صادق وصدوق وشلون والله أعلم وبدءوا يدعون قومهم وينبهونهم ويقولون ] وما علينا إلا البلاغ المبين [{ يس 16 }نحن لا نستطيع أن نهديهم علينا أن نبلغ والهداية بيد الله عز وجل فكان الرد الشنيع كرد الأمم السابقة ] قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا [{يس 14 }قالوا من أَنْتُمْ] قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون [{يس 14 }وظل الرسل يدعون هؤلاء الناس وهم مصرين فوصل الأمر إلى المفاصلة مرة أخرى]قالوا إنا تطيرنا بكم [{يس 17} نتشاءم بكم لا نريد أن نراكم إذا اقتربوا منهم ابتعدوا عنهم قالوا هؤلاء شؤم نحس] قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم [{يس 17 } أولا اعتزلوهم وقالوا لا نريد أن نراكم أنتم نحس أنتم شؤم ثم هددوهم بالرجم وبالعذاب الأليم فرد عليهم المرسلون ]قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون [{يس 18}تعديتم
الحد ، وصلت إلى الحد الذي دمر به الله عز وجل القرى من قبلكم ، لما يصل
الأمر إلى تهديد النبي بالرجم أو بالطرد أو بالعذاب عندها يتدخل الله عز
وجل فأنتم أسرفتم ووصلتم إلى مرحلة خطيرة وصلتم إلى مرحلة الإسراف فتوقفوا
عند هذا الحد هنا جاء رجل يشعر بالخطر وصل قومه إلى نفس المستوى الذي
وصلته الأمم السابقة وصلوا إلى تهديد الرسل بالرجم والعذاب والطرد فخاف
على قومه من العذاب . أكثر المؤرخين على أنه حبيب النجار رحمه الله ورضي
عنه]وجاء من أقْصَا المدينة [{يس 19 }
كان يعمل في خارج المدينة في أطراف المدينة فشعر أن العذاب اقترب فجاء
يسعى يركض ، يركض ركضا من حرصه على قومه ومن حرصه على تبليغهم أمر الدعوة ]وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون [{يس 19 - 20} ناس على صلاح وهداية لا يأمرونكم بشر يأمرونكم بأخلاق سامية عظيمة]ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون ءآتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون [{يس 21 –22 }هذه الآلهة هذه الأصنام ما تفيدني لا تستطيع أن تنقذني إذا الله سبحانه وتعالى أراد أن يؤذيني ]إني إذاً لفي ضلال مبين إني آمنت بربكم فاسمعون «{يس 23-24 }
فكان رد قومه قالوا أنت معهم فأخذوه ووضعوه في الأرض وبدءوا يدوسون عليه
يروي ابن عباس أنهم داسوا عليه حتى أخرجوا قصبة حلقه خرجت بلاعيمه إلى
خارج فقتلوه رحمه الله سبحانه وتعالى يقول ]قيل ادخل الجنة [{يس 25 }
فورا شهيد رحمه الله ، الله سبحانه وتعالى هكذا في سياق القرآن سبحانه
يختصر ، فلأمر واضح يختصر لم يقل فأخذوه فقتلوه فقيل ادخل الجنة الأمر
واضح ]قيل ادخل الجنة[{يس 25 } فورا
دخل الجنة الآن يتمتع في الجنة يطير فيها مع الشهداء في حواصل طير خضر
يسرحون في الجنة ويمرحون كيف شاءوا فلما رأى هذا النعيم قال في الجنة لما
دخل الجنة قال الله سبحانه وتعالى يذكر لنا ماذا قال في الجنة ]قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين [{يس 25 -26}
ذنوبي كلها راحت بالشهادة ذهبت الذنوب وما أعظم الشهادة في سبيل الله نسأل
الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا جميعا الشهادة في سبيله ، هو إكرام عظيم ،
منزلة عظيمة من الله عز وجل فلما وصل الأمر إلى هذا أن الذي يؤمن يفعل به
ذلك فعندها جاء التدخل الإلهي يقول الله سبحانه وتعالى]وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا مُنْزِلين [{يس 27} ما أنزلنا جنود من السماء وما أنزلنا قوات مسلحة ما أنزلنا جند من السماء وما كنا الأمر يحتاج ذلك]إن كانت إلا صيحة واحدة [{يس 28 } نزل جبريل عليه السلام وصرخ صرخة واحدة ]فإذا هم خامدون يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون [{يس 28-29 }
كفروا بالله عز وجل القوي العزيز ، مخلوق من مخلوقات الله بصرخة واحدة
جعلهم جميعا هامدين خامدين فسبحان القدير الذي خلق جبريل ، هذا جبريل بهذه
القوة فكيف بخالق جبريل سبحانه .فهذه قصة أصحاب القرية الذين كذبوا
المرسلين ، هذه أحداث الأمم والقرى والرسل عليهم السلام الذين جاءوا بين
إبراهيم وشعيب وقصهم الله تعالى علينا في القرآن ، وننتقل إلى قصة هي من
أعظم قصص القرآن وأكثر قصص القرآن تفصيلا قصة نبي الله ورسول الله من أولي
العزم من الرسل موسى عليه السلام.
</blockquote>