ذكرت صحيفة "ماركا" الإسبانية اليوم الأربعاء أن فيسنتي دل بوسكي مدرب
المنتخب الإسباني لكرة القدم يخطط للتجاهل العلني لرئيس نادي ريال مدريد
العملاق فلورنتينو بيريز.
وتسببت الخلافات بين دل بوسكي وبيريز، وهي من بين الخلافات الأكثر مرارة
وحدّة في كرة القدم الإسبانية، في تقسيم جماهير ريال مدريد لعدة سنوات منذ
قرر بيريز على نحو مثير للجدل الإطاحة بدل بوسكي من منصبه كمدير فني للفريق
الملكي في عام 2003.
وذكرت "ماركا" أن دل بوسكي قرر عدم حضور احتفال في الثالث من تشرين
الثاني/نوفمبر المقبل لتسلم شارة النادي الذهبية من بيريز، فيما يُعتبر
تجاهلاً علنياً ومتعمداً لرئيس ريال مدريد المثير للجدل.
ولعب دل بوسكي في خط وسط ريال مدريد منذ عام 1970 وحتى عام 1984، وتم
تصعيده من قطاعات الشباب بالنادي ليصبح مدرباً للفريق الأول عام 1999،
وفاجأ الجميع عندما قاد ريال مدريد إلى لقب بطولة دوري أبطال أوروبا مرتين
ولقب الدوري الإسباني مرتين إلى جانب لقب بطولة كأس العالم للأندية.
ولكن الشخص الوحيد في ريال مدريد الذي لم يكن راضياً عن دل بوسكي كان
بيريز الذي أراد أن يحظى النادي بمدرب أكثر نجومية وجاذبية وقرباً من وسائل
الإعلام عن دل بوسكي قليل الكلام والحضور.
مما دفع بيريز لإقالة دل بوسكي بشكل غريب ولكنه فشل بعدها في إيجاد مدرب
مناسب لخلافته. حيث عين بيريز خمسة مدربين مختلفين بعد دل بوسكي من عام
2003 وحتى عام 2006 ليسقط فريقه العملاق باهظ الثمن في الفوضى والارتباك.
وفي عام 2006، استقال بيريز من منصبه كرئيس لريال مدريد رافضاً الاعتراف
بأنه أخطأ في إقالته لدل بوسكي. وعاد بيريز لرئاسة ريال مدريد من جديد عام
2009، بخطط إنفاقية أكبر من أي وقت مضى ولكن بدون نية لإعادة دل بوسكي إلى
منصبه.
وبحلول ذلك الوقت، كان ديل بوسكي تولى تدريب المنتخب الإسباني خلفاً للويس
أراغونيس. وأصبح دل بوسكي بطلاً قومياً في 2010 عندما قاد إسبانيا للقب
بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا حيث تلقى كل أنواع الأوسمة والجوائز بما
فيها لقب "ماركيز" من الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا.
ومنذ ذلك الوقت أصبحت شعبية دل بوسكي أكبر بين الجماهير الإسبانية خاصة
بعدما قاد إسبانيا لنهائيات بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2012" بثمانية
انتصارات في ثماني مباريات بالمجموعة التاسعة حيث اختتمت بطلة العالم
مشوارها في التصفيات الأوروبية بفوز استعراضي على اسكتلندا 3-1 أمس
الثلاثاء.
وتُظهر استطلاعات الرأي بشكل مستمر أن دل بوسكي من أكثر الشخصيات شعبية في
إسبانيا إلى جانب أندريس إنييستا، لاعب فريق برشلونة الذي أحرز لإسبانيا
هدف الفوز في نهائي كأس العالم 2010.
وبهدوئه واحترامه المعهودين، دأب دل بوسكي على رفض توجيه انتقادات لبيريز بشكل علني أو التعليق على خلافاتهما.
وتعرض بيريز لضغوط شديدة من جماهير ريال مدريد من أجل منح دل بوسكي أي نوع من التقدير على خدماته لريال مدريد وإسبانيا.
ولذلك فقد أعلن بيريز، مضطراً حسبما بدا عليه، خلال الاجتماع السنوي
للجمعية العمومية لريال مدريد في أيلول/سبتمبر الماضي عن منح دل بوسكي شارة
النادي الذهبية في احتفال عام في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل مع
كل من نجم التنس الشهير رافايل نادال ومغني الأوبيرا بلاسيدو دومينغو
وكلاهما من جماهير ريال مدريد البارزين.
ولكن "ماركا" كشفت اليوم عن أن دل بوسكي لا توجد لديه أي نية لحضور هذا الحفل فيما تم تفسيره على أنه تجاهل علني لبيريز.
وأوضحت "ماركا" أن دل بوسكي لديه دافعين رئيسيين لرفض حضور الاحتفال. فهو
من ناحية مستاء من عدم تكريم توني غراندي وخافيير مينانو وفرانسيسكو
خيمينيز، مساعدوه الثلاثة عندما كان مدرباً لريال مدريد وحالياً مع منتخب
إسبانيا.
ومن ناحية أخرى، تزعم "ماركا" أن دل بوسكي يشعر أن بيريز سيمنحه هذا التكريم مضطراً ومذعناً للضغوط الجماهيرية وليس لأسباب إيجابية.
وذكرت محطة "راديو ماركا" الإذاعية اليوم أن تغيب دل بوسكي عن احتفال
الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، في ظل الحضور المنتظر لنادال ودومينغو،
إنما سيجعل خلافاته مع بيريز "أكثر علانية ومرارة".