الخطأ....تلك الصفة المصاحبة للانسان...
فمن منا لم يخطئ... و من منا لم يقع في زلة...
كيف لا و نحن كلنا خطاؤن...
و خير الخطائين منا التوابون...
عن أنس -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
"كل بني آدم خطاء، وخير الخطائينالتوابون"
أخرجه الترمذي وابن ماجه وسنده قوي.فمن رحمته بنا سبحانه و تعالى انه يغفر الذنوب جميعا
مهما عظمت الا ان يشرك به
فرب العباد يفرح بتوبة عبده و رجوعه اليه
بل و من فيض رحمته التي وسعت كل شيء
انه سبحانه يبدل سيئاته حسنات...قال رسول الله عليه افضل الصلاة و السلام:
"لله أفرح بتوبة العبد من رجلٍ نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته عليها
طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتدَّ عليه
الحرُّ والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثمَّ رفع رأسه، فإذا راحلته عنده) رواه البخاري.
عن أبي هريرة في صحيح مسلم أنه -عليه الصلاة والسلام- قال:
"لولم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون، ويستغفرون فيغفر الله لهم "
يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي
"يا أبن أدم , إنك ما دعوتنى و رجوتنى غفرت لك على ما كان فيك . و لو
أتيتنى بملء الأرض خطايا أتيتك بملء الأرض مغفرة مالم تشرك بى شيئاً , و لو
بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى , غفرت لك يقول إبليس لرب العالمين عز
و جل و عزتك و جلالك لأغوينهم أجمعين فيقول الله تعالى له و عزتى و جلالى
لأغفرن لهم ماداموا يستغفروننى"
يقول سبحانه: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا } (الزمر:53)
و يقول جل و علا: { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات } (الشورى:25)
و في قوله تعالى: { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده }
(التوبة:104) .
و الاحاديث في هذا المجال كثيرة و عديدة تجعل قارئها يستشعر رحمة الله و رافته بعباده
اذا فان العبد التائب المنيب العائد الى الله
عبد مؤمن جدير بمحبة الله
لانه عرف ان له ربا يغفر الذنب
يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي
"أذنب عبد ذنب فيقول يارب أذنبت ذنبا فاغفرة لي فقال الله علم عبدي أن لة ربا يغفر
الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي ثم عاد فأذنب ذنبا فقال اى ربى أذنبت ذنبا فاغف
ر لي فقال الله علم عبدي أن لة ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي ثم عاد
عبدي فأذنب ذنبا فقال يارب أذنبت ذنبا فقال الله عز وجل علم عبدي أن لة ربا يغفر الذنب
ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبد فليفعل عبدي ما شاء ما دام يستغفرني ويتوب إلي"
معظمنا ان لم يكن كلنا نعرف هذه الاحاديث و نحفظها و غيرها من الايات
و نستشعر منها رحمة ربنا و عظيم مغفرته
خاصة اذا اخطأنا او بعدنا عن الصواب
اذا لماذا؟؟؟
لماذا يصبح المخطئ او المسيءمنبوذا بيننا
حتى و ان عاد الى ربه تائبا مستغفرا
لماذا تجلده اعيننا بنظرات الاحتقار
و تقتله السنتنا بذكر ما اقترف
فتجد المجتمع يرفضه و يبعده
بدلا من ان يحتويه و يعيده الى جادة الصواب
مهما عظم ذنبه فنحن لسنا بافضل حال منه
ما ادرانا بما تحمل كواهلنا من ذنوب لم نستغفر عنها
و ما ادرانا قد يكون هذا المخطئ التائب
اقرب و احب الى الله منا
ماذا نتوقع من تصرف كهذا؟؟؟
سيكون علينا وزر كبير اذا عاد التائب الى معصيته
كيف لا و نحن من دفعه بشكل او بآخر الى ذلك
كيف نحث الناس و نجعلهم يعترفون باخطائهم
و يصححون زلتاهم و يعودون الى ربهم
و نحن لا نسامحهم و نصفح عنهم
و نعتقد اننا افضل منهم؟؟
اذا جلسنا في مجلسنا صار هذا الشخص حديثنا
تلوكه السنتنا و تخبر القاصي و الداني و الكبير و الصغير بما فعل
اذا رأيناه لاحقته نظراتنا بالتأنيب و التوبيخ
او ليس الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام القائل:
" من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة" صحيح
فاذا كان الله جل جلاله يستر ذنبه اذا لم يفضح نفسه
فكيف بنا نحن العباد نفضح بعضنا؟؟؟
فتراه
لا يجد من يثني على رجوعه الى الحق ...الا من رحم ربي
لا يجد من يشد على يده و يعرفه اكثر على مغفرة ربه...الا من رحم ربي
ثم بأي حق نحاسبه؟؟
هل نحن اقدر من الله عز و جل على عقابه
حاشى لله
كيف يكون الله العلي القدير الجبار غفارا للذنوب
و نكون نحن البشر الضعاف الخطاؤون لا نغفرها؟؟
لست ازكي نفسي عن هذه التصرفات
و لست ادعي انني بافضل حال ممن يقومون بها
فما انا الا بشر ..كغيري...ارجو رحمة ربي...و اذا عدمتها هلكت
لكنها دعوة مني لنفسي ثم لكم لنسأل انفسنا سؤالا عميقا
ترى من منا المخطئ...نحن ام هذا التائب؟؟
دعونا نهتم بانفسنا و نفتش عن اخطائنا
و نرجو مغفرة ربنا
دعونا لا نتدخل في علاقة هذا العبد بربه
بل دعونا نتعلم منه...نتعلم كيف عرف ان له ربا غفورا فعاد اليه
فقد نكون نحن الاحوج الى مغفرته سبحانه
يقول الشاعر:
عليك نفسك فتش عن معايبها و خلِ عن عثرات الناس للناس