وصنائع المعروف تقي صانعها مصارع
السوء والآفات والمهلكات.
- لأن الله تعالى يدرأ بالصدقة سبعين ميتة من السوء .
- لأن الصدقة تمنع سبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونها الجذام والبرص.
- لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نتدارك الغموم والهموم بالصدقات، فبها يكشف
الله الضر، وبها ينصرنا على عدونا.
- لأن الصدقات بالغدوات تذهب العاهات .
- لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نداوي بالصدقة الأمراض، وأخبرنا بأنه تدفع
عن الأعراض، وتدفع الأمراض، وأنها زيادة في الأعمار والحسنات.
- لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نبادر بالصدقة ونباكر، فإن البلاء لا يتخطى
الصدقة .
- نتصدق لأن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه، يربيها كما يربي الواحد منا مهره، حتى أن
اللقمة الواحدة عند الله مثل جبل أحد.
- لأن مفاتيح الرزق متوجهة نحو العرش، والله تعالى ينزل على الناس أرزاقهم على قدر
نفقاتهم، فمن كثر كثر له، ومن قلل قلل له.
- لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نستنزل الرزق بالصدقة، قال تعالى "أنفق يا ابن آدم ينفق عليك".
- لأنه ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا وملكان من ملائكة الرحمن ينزلان، يقول أحدهما: اللهم
أعط منفقاً خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً.
- لأن الله تعالى يقول لنا "يا ابن آدم أودع من كنزك عندي، ولا حرق ولا غرق ولا سرق
(أي لا تخشى شيئاً من ذلك) أوفك إياه (أي أرده إليك) أحوج ما تكون إليه"
(أي عندما تشتد حاجتك إليه).
- لأن الصدقة أبداً لا تنقص المال بل تزده.
- لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا قائلاً: يا أهل الإسلام أقرضوا الله في أموالكم،
يضاعف لكم أضعافاً كثيرة.
- لأن الله تعالى قال يا عبادي أعطيتكم فضلاً، وسألتكم أجراً، فمن أعطني شيئاً مما أعطيته
طوعاً، عجلت له الخلف في العاجل وذخرت (أي ادخرت وأنميت ووفيت) له في الآجل.
- لأن الله وعد المتصدق بالخير في حياته وبعد مماته، فمن أحسن الصدقة من ماله في الدنيا
أحسن الله الخلافة على تركته بعد وفاته .
- أتصدق لأن المال مال الله، وقد توعد الله تعالى الغني الذي يتبرع من سؤال الناس إياه،
توعده بزوال تلك النعمة التي أنعمها عليه .
- لأن الفقير الذي يرسله الله تعالى إلى بابي هو هدية من الله تعالى إليّ - إن كنت من المؤمنين.
- لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن السائل الذي يسألني، قد لا يكون إنسياً ولا
جنياً، إنما ملاك من ملائكة الرحمن، جاء يختبرني في الرزق الذي رزقته كيف أصنع فيه.
- جاء في الصحيحين في حديث طويل ما معناه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بأن
ملكاً كريماً أرسله الله تعالى في هيئة رجل صالح إلى ثلاثة نفر، أقرع وأبرص وأعمى، فسألوه
أن يسأل الله ليعافيهم ويغنيهم، فعافاهم الله وأغناهم، عاد إليهم الملك في هيئة سائل عابر
سبيل يطلب الصدقة، فبخل الأقرع والأبرص، فأعادهما الله سقيمين فقيرين كما كانا، أما
الأعمى الذي أكرم السائل وأحسن استقباله، فحفظت عليه عافيته وأمواله.
- لأن خير صدقـتي ما كان عن ظهر غنى، وأنا صحيح شحيح، اؤمل العيش، وأخشى الفقر .
- لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذرنا من تأخير الصدقة، وكره في تأجيلها، حتى لا نكون
كأولئك الذين إذا تغشاهم الموت قالوا: أعطوا لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان كذا..
- لأن الأغنياء ذوي الفضل وأهل النعيم في الدنيا هم المقلون من الحسنات في الآخرة، إلا من
أنفق منهم وتصدق في سخاء وكرم.
- لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن عوف: إنك من الأغنياء، ولن تدخل
الجنة إلا زحفاً، فأقرض الله تعالى يطلق قدميك .
- وعاتب -عليه الصلاة والسلام - بلالاً لما رد سائلاً سأله، يا بلال رددت السائل وهذا التمر
عندك، إن أردت أن تلقى الله تعالى وهو عنك راض فلا تخبئ شيئاً رزقته، ولا تمنع شيئاً سؤلته
أنفق يا بلال ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً
- لأنني أعلم أن ما أتصدق به من مالي هو الباقي لي، أما ما أكلت فأنا أفنيه، وما لبست فأنا
أبليه، وما سوى ذلك فأنا ذاهب وتاركه.
- لأنني أخشى أن أكون ممن يختصهم الله بالنعم لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا
منعوها نزعها منهم وحولها إلى غيرهم.
- لأن الصدقة من السخاء، والسخاء خلق الله الأعظم .
- لأن الصدقة خير أبواب البر، والجنة دار الأسخياء.
- لأن الله تعالى جبل أولياءه على السخاء وحسن الخلق.
- ووعد الأسخياء بيتاً في الجنة يقال له "بيت الأسخياء".
- لأن السخي قريب من الله قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد عن النار.
- لأنني أعلم أن احب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله.
- ولا يزال الله في حاجة العبد ما دام العبد في حاجة أخيه.
- لأن الله تعالى جواد كريم، يحب من عباده الجود والكرم.
- لأن السخي إنما يجود بماله من حسن الظن بالله والبخيل الشحيح إنما يبخل من سوء الظن بالله.
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحدى زوجاته، رضي الله عنهن جميعاً، ألم أنهك أن
ترفعي "تدخري" شيئاً لغد، فإن الله تعالى يأتي برزق كل غد.
- أتصدق لأن الصدقة من المعروف وكل معروف صدقة، فأحب أن أكون من أهل المعروف،
لأن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة .
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل المعروف كلهم في
صعيد واحد، فيقول لهم: هذا معروفكم قد قبلته فخذوه، فيقولون: إلهنا وسيدنا وما نصنع به،
فيقول سبحانه وتعالى: خذوه فتصدقوا به على أهل التلطخ بالذنوب، قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيلقى الرجل صديقه وعليه ذنوب كأمثال الجبال، فيتصدق عليه من معروفه، فيدخله به الجنة .
- أتصدق لأنني أحب أن يحبني الله، فأحب عباد الله إلى الله من حبب إليه المعروف.
- كأن أطعم مسكيناً من جوع، أو دفع عنه مغرماً، أو كشف عنه كرباً، أو فرج عنه غماً، أو قضى عنه ديناً.
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبوا المعروف، وأحبوا أهله، فهو الذي نفسي بيده، إن البركة والعافية معهما.
- لأن الجود من جود الله، فإذا جدنا جاد الله علينا من جوده.
- لأن محبة الناس من محبة الله، والناس تحب من يبذل ماله .
- لأن الله تعالى أمر بغض النظر عن ذلة السخي المتصدق - فإن الله آخذ بيد السخي يقيله من عثرته كلما عثر .
- لأن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على قلب أخيك المسلم فذلك من أفضل الأعمال.
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر
كمن خدم الله عمره كله، وقضى الله تعالى له اثنتين وسبعين حاجة أسهلها المغفرة.
- لأن النبي صلى
الله عليه وسلم أمرنا أن نصنع المعروف في أهله وفي غير أهله، فإن وقع
المعروف في أهله، فقد أصاب أهله، فإن وقع في غير أهله، فالمتصدق هو أهله.
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قيل لرجل تصدق مرة على سارق، ومرة على
زانية، وأخرى على غني، أما صدقتك على سارق فلعله يستعفف بها عن السرقة، وأما صدقتك
على زانية فلعلها تستعفف بها عن الزنا، وأما صدقتك على الغني فلعله أن يعتبر وينفق مما أعطاه الله، أما صدقتك أنت فقد قبلت .
- أتصدق لأنني أطمع أن أكون من عباد الله الذين أختصهم لحوائج الناس، يفزع إليهم الناس في حوائجهم، وأولئك هم الآمنون من عذاب الله .
- أتصدق لأنفع
نفسي وأهلي لأن الله تعالى يدخل بلقمة الخبز، وقبضة التمر، ومثله مما ينفع
المسكين، ثلاثة نفر إلى الجنة، صاحب البيت الآمر له، والزوجة المصلحة،
والخادم الذي يناوله المسكين .
- أتصدق عن والديّ ليكون لهما بصدقتي عليهما أجراً ويكون لي مثل أجورهما لبري ودلالتي على الخير دون أن ينقص من أجورهما شيء.
- أتصدق لأن الصدقة فكاكي من النار، لأن الله تعالى يضحك إلى العبد إذا مد يده في الصدقة إلى الفقير، ومن ضحك الله إليه غفر له.
- وقد قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ينادي يوم القيامة منادٍ: أين الذين أكرموا
المساكين والفقراء، ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون.
- وقال صلى الله عليه وسلم: من أعان أخاه المضطر، ثبت الله تعالى قدميه في يوم تزول فيه الجبال.
- أتصدق لأن الصدقة تطفئ -عن أهلها - حر القبور عافانا الله وإياكم من ضيقها وحرها وظلامها .
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مؤمن أدخل السرور على مؤمن إلا خلق الله
من ذلك السرور ملكاًن يعبد الله تعالى ويمجده يوحده فإذا صار المؤمن المتصدق في لحده جاء
السرور الذي أدخله على أخيه فيقول له، أما تعرفني، أنا السرور الذي أدخلتني على فلان، أنا
اليوم أونس وحشتك وألقنك حجتك، وأثبتك بالقول الثابت، وأشهد بك مشاهد القيامة، وأشفع من ربك، وأريك منزلك من الجنة .
- لأن كل أمري سيكون يوم الحشر في ظل صدقته حتى يقضي بين الخلائق.
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينادي المنادي يوم القيامة: أين فقراء أمة محمد،
من أطعمكم في أكله، أو أسقاكم في شربة، أو كساكم في حلقاً "قديماً" أو جديداً، خذوا بيده
فأدخلوه الجنة، فلا يزال صاحب قد تعلق بصاحبه وهو يقول: يا رب هذا أشبعني، ويقول الآخر
يا رب هذا أرواني، فلا يبقى من فقراء أمة محمد ممن فعل ذلك إلا أدخلهم الله الجنة جميعاً .
- حتى لا أحشر في زمرة المنافقين ممن يعدون ويكذبون، الذين قال الله تعالى فيهم (منهم من
عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من المحسنين، فلما أتاهم من فضله بخلوا به
وتولوا وهم معرضون، فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه، بما أخلفوا الله ما وعدوه، وبما كانوا يكذبون. (التوبة: ٧٥، ٧٦، ٧٧).
- أتصدق ولا
أحصي صدقاتي، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "يا عائشة لا تحصي ما
تتصدقين به فيحصي الله (نعمة التي أنهم بها) عليك .
- أتصدق من خير ما أملك، مما أنعم الله علي به، لأن رسولنا صلى الله عليه وسلم نهانا أن نطعم المساكين مما نأنف أن نأكل منه .
وقد قال الله
تعالى "يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم، ومما أخرجنا لكم من
الأرض، ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون.." (البقرة ٢٦٧).
- أتصدق من كل
أصناف المال الذي أنعم الله علي به، فما من مسلم ينفق من كل مال له زوجين
في سبيل الله، إلا استقبلته حجبة الجنة، كلهم يدعوه إلى ما عنده من نعيم
يوم القيامة.
- أتصدق على قدر ما رزقني الله، حتى ولو كنت، لأن خير الناس مؤمن فقير يعطي جهده. .
- أتصدق دون أن أمن علي المتصدق عليه، أو أسبب له أي أذى، فالمن والأذى يبطلان
الصدقة، فال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء
الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر .."(البقرة ٢٦٤).
- أتصدق على من أعول ، على أمي وأبي وأختي وأخي والأولى فالأولى والجيران وذوي الحاجة.
- أتصدق على ذي الرحم، لأن الصدقة على ذي الرحم صدقة وصلة ويضاعف أجرها مرتين .
- أتصدق على ذي الرحم، ولو كان كاشحاً (عدوا يضمر لي العداوة ويطوي عليهما) لأن تلك أفضل الصدقات.
- أتصدق في السر، فإن صدقة السر تطفئ غضب الرب ، وأكثر من صدقة السر في رمضان، لأن أفضل الصدقة صدقة رمضان.
- أتصدق في عشر ذي الحجة، لأن العمل الصالح -ومنه الصدقة - أحب إلى الله تعالى في تلك الأيام عما في سواها .
- أتصدق كلما زلت قدمي وعصيت ربي خالقي وراقي، فالصدقة التي يمحو الله بها السيئات.
قال الله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات .." (هود ١١٤).
- أتصدق كلما
وهبني الله رزقاً وشكراً وسروراً لأنني إذا تقربت إلى الله تعالى بالطاعات
في الرخاء والسعة أعانني الله تعالى ويسر لي أمري في الشدائد والضيق .
خاتمة..
أما بعد .. أيها الناس قدموا لأنفسكم تعلمن والله ليضعفن أحدكم"بسبب الهرم أو المرض" ثم
ليدعن غنمه " كل ماله" وليس لها راع ثم ليقولن له ربه ليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه:
ألم يأتك رسول بلغك؟ ألم أعطك مالاً وأفضلت عليك؟ فماذا لنفسك فينظرن يميناً وشمالاً فلا
يرى شيئاً ثم لينظرن أمامه فلا يرى غير جهنم فمن استطاع أن يتقي وجهه من النار ولو بشق تمرة فليفعل