الركن
الأولشهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ
محمداً رسول الله: عن ابن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال
أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله
وأنّ محمداً رسول اللهويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة. فإذا فعلوا ذلك عصموا
منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقالإسلام وحسابهم على الله عزّ وجلرواه البخاري ومسلم
: وقال صلى الله عليه وآله وسلم
الإيمانُ بِضعٌ وسبعون ـ أو بضعٌ وستّون ـ شُعبة، أعلاها
قول لا إله إلاّ الله، وأدناها إماطة الأذىعن الطريق.. والحياء شُعبة من
الإيمان
قال ابن تيمية رحمه الله: ...ورأس الإسلام مطلقاً شهادة أن
لا إله إلاّ الله، وبها بُعث جميع الرسل،
:كما قال تعالى
ولقد بعثنا في كلّ أمةٍ رسولاً أنِ
اعبدوا اللهَ واجتنبوا الطاغوت:وقال تعالى
وما أرسلنا مِن قبلك مِن رسولٍ إلاّ
نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدونِ94/3مجموع الفتاوى جـ
قال الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز: "لا يكفي في
الركن الأول (الشهادتين) مجرّد النطق، بل لا بدّ من معرفة معناهما وشروط صحة شهادة
أن (لا إله إلاّ الله) حتى لا يقع العبد فيما يناقضهما". ـ الجامع في
.61/1طلب العلم الشريف. جـ
ثم قال منبّهاً: "معرفة معنى الشهادتين ليست شرطاً
للحكم بالإسلام في الظاهر، وإنما هي شرط لصحة الإسلام على الحقيقة". وقال أيضاً:
"إذا أراد شخص الدخول في دين الإسلام فلا يجب اختباره في
معرفة معنى الشهادتين لإثبات حكم الإسلام له.
والدليل على عدم وجوب الإختبار في هذا الأمر أنّ
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قَبِلَ إسلام مَن
أسلم دون إلزام بهذا الإختبار وأجرى عليهم أحكام الإسلام
ثم كانوا يتعلمون ما يجب عليهم بعد ذلك، ويدل عليه
قوله صلى الله عليه وآله وسلم لأسامة بن زيد
."رضي الله عنهما (أقتلته بعدما قال لا إله
إلاّالله؟) الحديث متفق عليه
وقال أيضاً: "معرفة معنى الشهادتين شرط لصحة
الإسلام على الحقيقة.. أي الإسلام الذي ينفعه عند الله .61تعالى في الآخرة".
ص
:63وقال ـ ص
وأودّ أن أنبّه تنبيهاً شديداً ـ في هذا المقام ـ
على وجوب تعليم عموم المسلمين معنى الشهادتين، خاصة"
في هذا الزمان الذي عمّت فيه البلوى بالشرك المناقض
للتوحيد في شتى بلدان المسلمين في صور من
:أخطرها
الشرك في
التشريع
:فإنّ التشريع للخلق هو حق خالص لله تعالى، فلا
يُشَرِّع إلاّ الرب جل وعلا، قال تعالى
ولا يُشرك في حكمه
أحدا26الكهففمن شرّع للناس ما لم يأذن به اللهُ فقد جعل نفسه
ربّا لهم، وجعل نفسه شريكا لله تعالى في التشريع
:للخلق، قال تعالى
أَمْ لهم شركاءُ شَرَعوا لهم مِن
الدين ما لم يأذن به اللهُ21الشورى
والدين ـ في أحد معانيه ـ هو نظام حياة الناس
وشرعهم حقاً كان أو باطلاً، لأنّ الله سمّى ما عليه
:الكفار من الكفر ديناً، وذلك في قوله
تعالى
لكم دينكم ولي
دين6الكافرون
ومِن صُوَر الشرك في التشريع في هذا الزمان: إنتحال
طوائف من البشر حق التشريع للناس، ومن
..هؤلاء واضعو القوانين الوضعية من خبراء القانون
واعضاء البرلمانات التشريعية ورؤساء الدول
فهؤلاء هم في الحقيقة أرباب مشرّعون من دون الله.
وعوام المسلمين في غفلة عن هذا الشرك الأكبر، ويشاركون في نصب هؤلاء الأرباب
بالمشاركة في الإنتخابات البرلمانية والمشاركة في الإستفتاءات لاختيار رؤساء الدول.
وهذا كله يناقض قول (لا إله إلاّ الله)، ومِن العوام مَن يقع في هذا الشرك لجهله
بمعنى (لا إله إلاّ الله)، ومنهم مَن لو عرف معناها لاحتاط لنفسه، وهذا ينبّهك إلى
أهمية تعليم عموم
.المسلمين معنى الشهادتين
الشرك في
التحاكم
:بالتحاكم لغير شريعة الله، للدساتير والقوانين
الوضعية وسدنتها، وهذا ممّا عمّت به البلوى، قال تعالى
ألم تَرَ إلى الذين يزعُمون أنّهم
ءامنوا بما أُنزل إليك وما أُنزل مِن قَبلك يريدون أنْ يتحاكموا إلى الطاغوت وقد
أُمِروا أنْ يكفروا به ويُريد الشيطانُ أنْ يُضِلّهم ضلالاً
بعيداً60النساء
قال ابن القيم رحمه الله: أخبر سبحانه أن مَن تحاكم
أو حاكم إلى غير ما جاء به الرسول فقد حكّم
الطاغوت وتحاكم إليه. والطاغوت ـ كما عرّفه ابن
القيم هو: كل ما تجاوز به العبدُ حدّه من معبود
أو متبوع أو مُطاع، فطاغوت كل قوم مَن يتحاكمون
إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله،
أو يتّبعونه على غير بصيرة من الله، أو يُطيعونه
فيما لا يعلمون أنّه طاعة لله.. فهذه طواغيت العالم
إذا تأمّلتها وتأمّلت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم
عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن
التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى
الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة
.50/1الطاغوت ومتابعته. إعلام الموقعين
جـ
الشرك بعبادة الأموات من
دون الله تعالى
بدعاء الأموات (أهل القبور) والإستغاثة بهم والنذر
لهم والذبح لهم، وكل هذا من الشرك الأكبر الذي
:عمّت به البلوى في معظم بلدان المسلمين. قال
تعالى
ذلكمُ اللهُ ربُّكم له الملك، والذين
تدعون مِن دونه ما يملِكون مِن قِطْمير، إنْ تدعوهم لا يسمعوا دُعاءكم، ولو سَمِعوا
ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفُرون بِشِركِكُم، ولا يُنبِّئك مثل
خبير14-13فاطر
فالواجب على كل مسلم أن يعلم معنى شهادة (أن لا إله
إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله) حتى يحتاط لنفسه من هذا الشرك.. ومن أهم الكتب
المعينة على هذا: كتاب (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد) للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن
شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى. اهـ ـ الجامع في طلب العلم
الشريف ـ